سورة يس - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يس)


        


ما ينبغي: لا يليق به ولا يصح له. ذِكر: عظة من الله. حيّا: حي القلب مستنير البصيرة. يحق القول: يجب العذاب.
{وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشعر وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ القول عَلَى الكافرين}.
وما علّمنا رسولَنا الشعر ولا يليق به لمكانته ومنزلته ان يكون شاعرا، وما هذا القرآن الا كتاب عظةٍ وآداب وأخلاق وتشريع، فيه سعادة البشر في دنياهم وأخراهم فلا مناسبة بينه وبين الشعر، لينذر من كان حيَّ القلب مستنير العقل، وتجبَ كلمة العذاب على الكافرين الجاحدين.
قراءات:
قرأ أهل المدينة وابن عامر: {لتنذر} بالتاء. والباقون: {لينذر} بالياء.


ركوبهم: بفتح الراء، هو ما يركب. ذلّلناها لهم: سخّرناها لهم.
الم يشاهد هؤلاء المشركونبالله أنّا خلقنا لهم بقُدْرتنا أنعاماً من الإبل والغنم والبقر فهم لها مالكون يتصرفون فيها كمايشاؤون! وسخّرناها لهم فمنها ما يركبون، ومنها ما يأكلون، ولهم فيها ما ينتفعون به من أصوافِها وأوبارِها وأشعارها وجلودها وغير ذلك، ولهم شماربُ من ألبانها ايضاً! أيجحدون هذه النعم الكثيرة فلا يشكرون الله عليها!!. ومع كل هذه النعم اتخذ المشركون آلهة يعبدونها من دون الله، رجاء ان تنصرهم! غن هذه الالهة لا تستيطع نصر احد، ولا تقدر ان ترد عن أحدٍ أذى إن أراد الله بهم سوءا.
{وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مٌّحْضَرُونَ}
وهم لسخفهم جنودٌ لهذه الآلهة يحمونها ويذبُّون عنها المهتدين.
ثم بعد ذلك يسلّي الله رسوله الكريم بقوله: {فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}
لا يحزنك قولهم فيك بالتكذيب والافتراء عليك، انا نعلم ما يخفون وما يعلنون، وسيلقون جزاءهم.


أولم ير: أولم يعلم. الخصم: الشديد الخصومة والجدل. رميم: البالي من كل شيء. ملكوت: الملك التام، كالجبروت والرحموت.
في آخر هذه السورة الكريمة يَرِدُ ختامها بالأدلة على قدرة الله تعالى على إعادة الخلق، فانه تعالى خَلَق للإنسان النعمَ التي لا تحصَى ليشكر، فكفر وجحد.... ألا يَستدل من أنكرَ البعثَ بسهولة المبدأ! وأنا خلقناه من العدَم من شيء لا يُرى بالعين المجردة لصغرها فاذا هو يخاصم ويجادل!
ثم ضرب مثلا ينكر به قدرتنا على إحياء العظام بعد أن تبلى، ونسيَ أنا خلقناه من العدم!...
{قَالَ مَن يُحيِي العظام وَهِيَ رَمِيمٌ}
قال مجاهد وعكرمة وعمرو بن الزبير وقتادة: «جاء أُبَيّ بن خلق (وهو من كبار مشركي مكة) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي يده عظم يفتُّه بيده ويذروه في الهواء ويقول: أتزعم يا محمد ان الله يبعث هذا؟ فقال الرسول الكريم: نعم، يُميتك الله ثم يبعثك ثم يحشُرك إلى النار ونزلت هذه الآية».
ثم أمر الله تعالى رسوله الكريم ان يقول لهم: {قُلْ يُحْيِيهَا الذي أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ}
فالذي خلق هذا الخلق من البدء قادرٌ على إحيائه بعد موته.
ثم ذكر دليلاً ثانيا يبطل إنكارهم فقال: {الذي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشجر الأخضر نَاراً فَإِذَآ أَنتُم مِّنْه تُوقِدُونَ}
ان من جعل لنا النار من الشجر الأخضر قادرٌ على ما يريد، لا يمنعه شيء.
ثم جاء بدليل ثالث على قدرته أعجبَ من سابقَيه فقال: {أَوَلَيْسَ الذي خَلَقَ السماوات والأرض بِقَادِرٍ على أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بلى وَهُوَ الخلاق العليم}
فإن خلْقَ هذا الكون الكبير العجيب لهو أعظمُ واكبر من خلق الإنسان واعادته، كما قال تعالى: {لَخَلْقُ السماوات والأرض أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ الناس ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ} [غافر: 57].
ثم بين ما هو كالنتيجة لما سلف من تقرير واسع قدرته، واثبات عظيم سلطانه فقال: {إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}.
فالله سبحانه وتعالى يخلق كل ما يريد بلا كلفة ولا جهد، وليس هناك صعوبة، وليس هناك قريب ولا بعيد، فعندما يأمر بالشيء يكون بلا توقف ولا تردد.
وعندما اثبت لنفسه القدرة التامة والسلطة العامة نزّه نفسه عما وصفوه به، فقال: {فَسُبْحَانَ الذي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}
فتنزيهاً للذي بيدِه مقاليدُ كل شيء، وبقدرته مُلْكُ كل شيءٍ، واليه المرجع والمصير.

1 | 2 | 3